في الجزائر " العزة و الكرامة" ـ تاع أولاد " الهَرْمَه" ـ الذين يحكومونها لإنقاذ حياة مواطن سقط في بئر تستلزم أكثر من 10 أيام و أكثر من 216 ساعة عمل و جهد كل الأجهزة المختصة، ـ لا أتحدث هنا عن "الهَرِمة " كلبؤة، ولا أصفهم بالكلاب لأن حتى الكلاب أشرف منهم و تستخدم في كثير من الأحيان في إنقاد أشخاص إثر الكوارث و الزلازل!. قيل بكل تخريف و لا عقلانية أن " عياش " تم احتجازه داخل البئر الأرتوازية من قبل جنية و التي منعت أي تدخل لإنقاذه و أرعبت الناس و السلطات ، فاستحال إجتثاثه من قبضتها ! مهما تكون خلفيات السقوط و ملاباساتها ـ
و لأن بالتجربة المريرة الأخيرة التي شكلت وصمة عار على جبين دولة شبيهة بالدول التخلُّفية " الموزية "!. و لو أنها عاجزة على انتاج أتفه المنتوجات الفلاحية و هي "البطاطس" بالكمية التي تؤمن لنا الاكتفاء الذاتي ، فما بالكم من إنتاج " الموز"! جثة المواطن "عياش محجوبي" ضحية ( حيا و ميتا ) لوطن تحكمه عصابات حكومية موزعة تقريبا على أغلب جهات الوطن و هي متعاقبة منذ رحيل " هواري بومدين " ، حكومات مستهترة بحياة و كرامة مواطنيها. و هكذا أعلن رسميا عن وفاة " عياش" السبت الماضي بـ"أم الشمل" التباعة لبلدية الحوامد جنوب ولاية المسيلة ( الجزائر).
إن هذه الحادثة " الشبيهة بسورياليات أفلام الخيال أو الرعب" تأخد طابعا واقعيا كابوسيا بالنسبة لعائلة الضحية و الضحية في حد ذاتها قبل توديع الحياة، حيث ظل يطلب النجدة و يصرخ إلى آخر رمق فيقبره استهتار دولة كاملة و عجزها على إنقاذ مواطن معلوم في وضعية معلومة ؛ كان يجب فقط استخدام العقل و الإمكانات الحديثة لكسب الوقت و السرعة في تنفيذ عملية إخراج مواطن من عمق بئر أو "ماسورة حديدية " يبلغ قطرها 30 سم و طولها 26 مترا فلا يمكن في أي حال من الأحوال أن يكون عمق و طول البئر ذريعة للتسليم بوفاة مواطن في القرن الحالي؛ إلا إذا كانت حياة المواطنين لا تمثل أى شيء بنسبة لنظام يسعى على إبقاء أنفاس اصطناعية لـ" مومياء " محنطة ضد إرادتها طيلة أكثر من عهدة رئاسية لتُمرّر بإسمها كل المشاريع التآمرية التخريبية ضد مصلحة المواطنين و البلد في صالح جماعات ضغط و تطاحن سياسي ـ حزبي ـ عسكري ـ أمني ـ منذ وعكة " بوتفليقة" الصحية و جلطته الدماغية التي أردته شبيها بالميت الحي ! "البوعزيزي " في تونس ساقه الظلم و الجبروت و قهر الفقر إلى حرق نفسه فغيّر تاريخ بلاده و أُضطرّ " بن علي و عائلته الفاسدة " على الهرب و مغادرة البلاد، في الجزائر عشرات من أضرموا أنفسهم في كثير من جهات الوطن و قدموها قربانا للهيب اليأس و الإحباط و مئات من رموا أنفسهم في البحر و غرقوا و هم باحثين قانطين عن الكرامة و العزة في الضفة الأخرى من المتوسط و لم تُحرك ساكنا من إصرار نظام فاسد في البقاء و التعنت في سياساته التخريبية للإقتصاد و النمو و للتنمية الاجتماعية الشاملة! لم يعد للمواطن الجزائري أي قيمة لدى هذا النظام " البوتفليقي ، الربراربي ، الشكيبي ، الحدادي ، الهاملي ، و القائمة طويلة ". أن ترمي نفسك في البئر أو البحر أو تأكلك النار فهذا شأنك إن كنت مواطنا في بلد " العزة و الكرامة" ( افتراضا في الحملات الإنتخابية ) ! في عهد " الموميائي" للجزائر، جزائر القرن الحالي تقام الدنيا و تُقعد من طرف مسؤولين كبار في الدولة من أجل " ثدي" تمثال حجري وضعه المستعمر شوه من قبل مختل عقليا بسبب التهميش الاجتماعي و الظروف الصعبة و لا نكترث لحادث الموت البطيء لمواطن مكث في البئر يعد سكرات المنية خلال ستة أيام و لا حياة لمن تنادي لوزرائنا و مسؤولينا الكبار في الوضاعة و ضعف المستوى الحضاري و الإنساني و الأخلاقي؛ لأن كرامة مواطن و حياته من كرامة و حياة وطن! يبدو أن وزير الثقافة و رئيس الحكومة مشغولان بقضية أهم و هي "طبق الكسكي"، الأول يشدد و يؤكد على تقديم ملفا لليونسكو يطلب فيه اعتماد " الكسكي المغاربي كتراث عالمي لا مادي " و الثاني يريد أن يقحمنا في مهاترات أخرى مع الأشقاء في المغرب و يفتح حربا كلامية و إعلامية و ربما سياسية ضراطية بسبب " الكسكسي" و حسب الوزير الجزائري لا يجب على المغرب أن يحتكر و يكتسح ِ و الأسواق و المطاعم العالمية بكُسْكُسِيِّهِ و أن للكسكسي الجزائري الأحقية في فرض وجوده و المنافسة. في القرن الماضي انتهت حرب النجوم و و الفضاء بين الولايات المتحدة الأمريكية و دخل الجميع في وفاق علمي نتج عنه بناء قاعدة فضائية بمختبراتها تضم الأمم المتقدمة في علم الفضاء؛ و بدايات هذا القرن يفتح أويحيى و نظرائه حرب " الكسكسي بكل توابل التخلف و الاستهتار و الاستخفاف بالعقول ، في حين يموت ببطء مواطن بسيط و تمكث جثته خلال 9 أيام بلياليها المعدودات دون استحياء أو يرتد طرف لدى هؤلاء الأوصياء على الشعب .. حسبنا الله و نعم الوكيل فيكم يا سفهاء القوم..
و عليه ليس لدينا ما نختتم به مقالنا هذا إلا نكتة "فايسبوكة" جديرة بالقراءة و التمعّن من باب السخرية من واقع المواطن الجزائري و العربي ككل:" تخيّل عزيزي القارئ نفسك تذهب للسعودية و توافيك المنية هناك على أرضها، و يتم دفنك و بعد زمن تتحلل جثتك و تتحول إلى بترول، ثم تُصدر ( و أنت على هيئة بترول خام ) إلى أمريكا ، ثم تستوردك "الصين" و تكررك و تصنعك على شكل حذاء بلاستيكي لتعيدك إلى الجزائر ثانية و يتم سرقتك من على عتبة مسجد من المساجد؟!!" هكذا هي جزائر اليوم كما يقال المثل المحلي "عيش تشوف!"الذي يبدو أن معناه هو "عيش تشوف الموت ليبقى لهم الوطن و ليس عيش تشوف الحياة !" لا نعتقد أن للجنية دخل مباشر في احتجاز " عياش " وقبض روحه، بينما احتمال شبه مؤكد أن " أبناء الجنية" الإنس الذين يحكمون البلد هم الذين يتحملون مسؤولية قضائه بهكذا موقف مخزي!. قصة "عياش و البئر" هي قصة شعب، الله غالب!
ـــــــ
طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
instagram: journalelfaycal
ـ أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
آخر تعديل على الإثنين, 31 كانون1/ديسمبر 2018